كلمة رئيس مجلس الإدارة
بعد أن كاد اليأس يصل إلى النخاع, و يتغلغل داخل أنفسنا, و بعد أن كادت ظلمة أربعة عقود من الظلم و الفساد تعمي أبصارنا و بصائرنا, وما من بارق أمل يلوح في آخر النفق {{ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ }}.
فإذا بالقدرة الإلهية تأذن ببزوغ فجر 17 فبراير على أيدي شبابنا البواسل الذين دفعوا أرواحهم و دمائهم فداءً لليبيا الحبيبة, فتحية عطرة من القلب إليهم جميعاً.
نطل عليكم من خلال الموقع الالكتروني لصندوق ضمان أموال المودعين و ليبيا الجديدة تخطو أولى خطواتها نحو إنشاء دولة مدنية ديمقراطية حديثة, تنعم بالأمن و الإستقرار الاقتصادي الذي يعتبر بناء نظام مالي متماسك أحد دعائمه الرئيسية.
و لعل الأزمة التي مر بها الجهاز المصرفي في ليبيا, و التي تمثلت في شح السيولة و استنزافها من قبل نظام الطاغية, و الإحجام عن الإيداع من قبل المودعين و زيادة الطلب على الدينار, فضلاً عن تقطع أوصال النظام المصرفي, و انهيار ثقة العملاء و خوفهم على ودائعهم لدى المصارف نتيجة الأوضاع الأمنية التي مرت بها ليبيا.
كانت هذه الأزمة من اخطر التحديات التي واجهت مصرف ليبيا المركزي خلال تاريخه, لكن تعامله معها بكفاءة و مهنية مكنته من الخروج منها دون أضرار تذكر في زمن يعد قياسياً, فبعد تحرير طرابلس بأيام تمكنت المصارف من فتح أبوابها أمام الجمهور.
و نعتقد جازمين أن تكاثف الجهوديين مصرف ليبيا المركزي و صندوق ضمان أموال المودعين ستعيد ثقة المودعين في المصارف المحلية, و تقضى على ثقافة التعامل النقدي المتفشي في ذهنية المواطن الليبي, و التي نعتقد أنها كانت ممنهجة من قبل العهد الفاشي السابق, و على إعتبار أن العملية المصرفية هي صناعة فهذه الثقافة تحرم هذه الصناعة من موادها الخام المتمثلة في الودائع.
و سبيلنا للوصول إلى هذا الهدف بانتهاج سياسة إعلامية لمد جسور التواصل مع المودعين عبر وسائل الإعلام المختلفة.
رئيس مجلس الإدارة
رئيس مجلس الإدارة